حوار في منتهى الصراحة ..

راضي شنيشل ...

أنا مدرب عاطل عن العمل وفريقي في قلب المنافسة !!.

ربما هناك مجاملة في اختياري للاولمبي ولكني مؤهل لمهات اكبر!!

أتطلع لتحقيق النجاح مع الاولمبي ومراهنتي على اللاعبين فقط !

الحديث مع مدرب شاب وطموح فيه الكثير من المتعة وفيه الكثير من صور التأمل حيث تتلاشى الحواجز وأتكيتات الكلام بسبب تواضعه الجم وصراحته التي تتشابك عندها الحسابات . وما بين النجاحات الكبيرة التي حققها ضمن مسيرته التدريبية القصيرة نسبياً وبين تسلمه لمهمة تدريب المنتخب الاولمبي وجدنا راضي شنيشل المدرب الشاب الباحث عن النجاحات من بين ثنايا ظروف متداخلة واثقاً من نفسه للسير إلى ضفة النجاحات مراهناً على قدرة لاعبيه وإمكانياتهم لترجمة أفكاره وتحقيق الآمال وطموحات جماهيرنا الكروية.. في حديثه الذي امتزجت فيه اللوعة والترقب عن طبيعة مهمته مع المنتخب وما يحيطها من صعوبات لم تبتعد نبرة التفاؤل والثقة في المستقبل وأكد في رده عن مدى الصدق في الأحاديث التي تشير إلى ممانعة مدربي الأندية لالتحاق لاعبيهم بتدريبات المنتخب بالقول: يجب أن لا نسيء الظن مقدماً وأنا وجهت دعوة للاعبين للالتحاق بالتدريبات وأتمنى أن تلبى الدعوة خصوصاً من قبل إدارات الأندية التي ليس لها التزامات ولا يتواجد لاعبوها في معسكرات وهناك بعض الأندية كانت استجابتها مثالية بتفرغ لاعبيها للمنتخب الاولمبي خلال الدعوة الأولى مثلما كانت هناك صورة معاكسة لبعض الأندية كأربيل .

# ماذا بشأن اللاعبين المغتربين الذين استدعيتهم لصفوف المنتخب؟

- اللاعبون المغتربون سيلتحقون قريباً حيث سيكون تواجدهم الأسبوع المقبل في تدريبات المنتخب وسيشاركون في المباريات التجريبية بغية الاطلاع بصورة تامة عن مستوياتهم وسوف نقوم بضم من نجده مؤهل للدفاع عن الكرة العراقية.

# هل أن المتواجدين مع المنتخب الاولمبي هم الأفضل حالياً ؟

- كل مدرب يبحث عن اللاعب الجيد والذي يستطع ترجمة أفكاره في الساحة ولكل مدرب وجهة نظر خاصة باللاعبين ومع ذلك فانا مقتنع بما موجود من لاعبين مع المنتخب ولكن المشكلة هي في الإصابات التي أبعدت عنا عدد من اللاعبين كما أن الحرمان ابعد عن الفريق في المباراة المقبلة ثلاثة لاعبين أكفاء ، ونحن نسعى لكي يأخذ اللاعب الجيد استحقاقه ولم نغلق الباب أمام الكفاءات .

# منهاج الفريق الذي وضعته يسير بالصورة التي رسمتها ؟

- من المؤكد أن لكل مدرب إستراتيجية وخطط لبلوغ الأهداف وحقيقة أنا تفاجأت ولم أتخيل صورة الفريق أن تكون بهذا الشكل في ظل تداخل المهمات والاستحقاقات الاخرى؟

# كيف؟

- لا نستطيع تجميع المنتخب بسبب استحقاقات المنتخب الوطني ومنتخب الشباب وأندية دهوك واربيل حيث أن لاعبي المنتخب الاولمبي هم ضمن هذه الفرق وان تشابك الاستحقاقات وضعنا في حيرة ولكني متفائل بان يختلف الوضع خلال المرحلة الثانية من التصفيات حيث ستنتهي تلك الاستحقاقات وسيتفرغ اللاعبون للمهمة الاولمبية . وبمجمل الحديث يمكن القول بان برنامجي الذي وضعته لم يسير وفق ما أريد وهنا مفارقة مضحكة ومبكية وهي أنني مدرب لمنتخب في قلب المنافسة ولكني عاطل عن العمل!!. وهذه حالة خطيرة أن تبقى تراقب وتتفرج كما هو حالي الآن والمنافسين يزيدون درجة استعدادهم ! وهذه الحالة لا تليق بمنتخب وطني ..

# بماذا تصف قرار حرمان العراق من اللعب على أرضه.

- دعني أكون معك صريحاً أن القرار قاس وجائر ولكن لدي وجهة نظر خاصة ربما تختلف عن الآخرين حيث إني ارغب اللعب في بغداد فقط مع اعتزازي بجميع المحافظات ونحن لم نستفد من اللعب في اربيل وكنا ننتظر رفع الحظر عن اللعب في بغداد ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهيه السفن ولذلك فانا أتمنى أن يكون أي مسعى أو تحرك لرفع الحظر عن اللعب في العراق يكون لبغداد الأولوية فيه لما له من اعتبارات عديدة..

# قبولك لمهمة تدريب المنتخب الاولمبي تعتقدها مجازفة؟

- أنا استغرب هذا السؤال الذي وجه لي في أكثر من مناسبة .. ولكني اتسائل إذا لم اقبل بالمهمة فهل لا يأتي مدرب عراقي آخر لقبولها ؟! لذلك أنا أقول باني قبلت المهمة لكوني وجدتها واجب وطني أكثر مما هي للبحث عن المنافع .

# هل يعتريك الندم لقدومك على خطوات وتتفاجأ بالمعوقات والصعوبات الكبيرة تحيط بها ؟

- عندما أقدم على عمل فاني ادرس أبعاده تماماً وافهم الظروف المحيطة به ومع ذلك لا أفكر ولا يعتريني الندم لإقدامي في اتخاذ القرار الذي أجده مناسباً في اللحظة التي اقبل فيها على تولي مهماتي التدريبية ومنها مهمة المنتخب الاولمبي واعمل على تجاوز المعوقات والصعوبات وفق الإمكانيات المتاحة.

# كنت تعلم صعوبة المجموعة التي يلعب فيها العراق .. على ماذا كانت مراهنتك ؟

- بصراحة رغم صعوبة المجموعة لكني غير متشائم ورغم مشاكل الإعداد لكني لم أصل مرحلة الإحباط وثقتي بالله وبالناس التي اعمل معهم كبيرة ومراهنتي كانت على اللاعبين لتحقيق النجاحات للكرة العراقية حيث أن العراقي اثبت دائماً قدرة على تحدي الصعاب ويستطيع أن يغير المعادلة ولدينا خمسة مباريات مقبلة وخمسة عشر نقطة والبطل أو المتأهل من مجموعتنا سوف لن يتحدد حتى الدور الأخير وثقتي كبيرة واراهن على تحدي الظروف.

# طالبت بمشاركة الاولمبي في الدورة العربية المقبلة في الدوحة فما الجدوى من ذلك؟

- كان سيكون لمشاركتنا اثر كبير في بلوغ المنتخب الاولمبي الجاهزية التامة استعداداً للمرحلة الثانية من التصفيات الاولمبية وكانت الفائدة ستكون كبيرة من اجل زيادة الانسجام بين اللاعبين وإنها فرصة مناسبة لمواجهة أساليب مختلفة من اللعب والفائدة من مشاركة الاولمبي اكبر من مشاركة بقية المنتخبات إذا ما علمنا بان عدد كبير من لاعبي الاولمبي هم ضمن المنتخب الوطني الأول وان الرديف لم تنتظره استحقاقات مهمة ولذلك فمن المنطقي المطالبة بالمشاركة في الدورة العربية واستغلال مبارياتها لضمان استعداد جيد للفريق.

# ماذا بشأن اللاعب مثنى خالد وهل تلقيت إشعار بعدم مشاركته مع المنتخب الاولمبي؟

- مثنى لاعب له ثقله في المنتخب الاولمبي وهو لاعب قيادي وله دور كبير في إدارة دفة اللعب وعندما أشركته في الشوط الثاني في مباراتنا الودية أمام قطر استطاع أن يغير شكل المباراة بصورة كبيرة وحقيقة لا اعرف مصير اللاعب حيث لم أتلقى أي إجابة واضحة بشأنه وان كل عضو من أعضاء الاتحاد لديه وجهة ولا احد يعلمنا بمصير اللاعب وإمكانية إشراكه مع المنتخب الاولمبي ووضعونا في حيرة من أمره وان مدير الفريق الإداري يراجع ولحد الآن لم يسمع أي رد وان مشاركته مقرونة بموقف واضح من اتحاد الكرة .

# كيف تجد فرصة المنتخب الاولمبي بالتأهل ؟

- لا يخفى على الجميع صعوبة المجموعة وان كل المباريات فيها صعبة ونحن نتطلع لتقديم أداء متوازن نضمن به كسب النقاط ولدينا فرصة متساوية مع الجميع لخطف بطاقة التأهل وكل شيء يبقى مرهون بجدية الاستعداد واعتقد أن الحسم سيبقى معلقاً حتى آخر مباراة في المجموعة وان شاء الله يستطع لاعبونا كسب التحدي وتحقيق أمنيات الجماهير الكروية بالتأهل ..

# بماذا تعد الجماهير الكروية ؟

- دعنا نكون صريحين فانا لا اعد احد بشيء ولكني سأعمل جاهداً للدفاع عن سمعة الكرة العراقية وأقدم فريق يظهر بمظهر جيد ويستطيع أن يكون منافساً حقيقياً لبلوغ هدف التأهل .

# إلى أي مدى تصل طموحاتك؟

- طموحاتي بلا حدود وأنا كمدرب تدرجت بالتدريب ولدي فلسفة خاصة وازدادت ثقتي بنفسي وبقدراتي وتجاربي كانت مثمرة وخطوتي مع الاولمبي أعدها البداية حيث إني أفكر لمديات ابعد من الاولمبي..

# ولكن البعض يقول بان إسناد مهمة تدريب المنتخب الاولمبي لراضي شنيشل فيها شيء من المجاملة؟

- دعني أوضح لك نقطة مهمة وهي أن اغلب تسميات مدربي المنتخبات الوطنية تخضع للمجاملة ولكني أرى أن نجاح المدرب في الدوري هو مقياس عادل ومعيار حقيقي للكفاءة التي يتوجب إسناد المهمات التدريبية للمنتخبات الوطنية له ، وأنا كما يعلم الجميع وخلال السنوات الماضية كنت على تماس مع النجاح مع الأندية التي عملت معها وقد حققت خمسة انجازات ومع هذا أنا أقول أن هناك مجاملة في تسميتي لكني استحق ومؤهل لمهات اكبر.

# إذا استمرت المعوقات المتمثلة بعدم تفريغ اللاعبين وانتظام التدريبات هل ستعلن استقالتك ؟

- أنا لا أتكلم عن فرضيات ولكن لكل حادث حديث ، وان ما عانيناه من مشاكل لحد الآن اعتقدها مبررة بسبب التزامات المنتخب الوطني ومشاركة أندية اربيل ودهوك في الاستحقاق الآسيوي ولكني انتظر المرحلة الثانية فإذا لم نحصل على فرص لتوفير مستلزمات التدريب المطلوبة وتفريغ اللاعبين وإجراء مباريات استعداديه فسيكون هناك حديث آخر.

# ما الذي يزعجك حالياً ؟

- إن أكثر ما يزعجني هو حالة (تسقيط) الآخرين بحجة النقد ! والنقد يفترض أن يكون بناءً وليس فرصة للطعن بالناجحين وعلى مستوى قنوات وفضائيات معروفة . والمشكلة أن المنتقدين والجالسين على الكراسي خلف الشاشة أكثرهم من الذين اخذوا فرصتهم بالتدريب ويحاولون أن يسوقوا لأنفسهم على حساب زملائهم وهذه حالة بدأت تطفو كثيراً على سطح الأحداث ولم تكن مألوفة سابقاً .

# كيف تقيم الأداء الفني لمنتخبنا في مباراته أمام الصين ؟ وماذا يتوجب فعله في مباراة الدوحة؟

- أن منتخبنا الوطني لم يقدم أداءً فنياً كبيراً يشار إليه في مباراته السابقة وكل ما فعله هو كسب النقاط الثلاث بسبب أداء اللاعبين بروحية عالية ومن ثم العودة للمحافظة على هدف التقدم خصوصاً بعد طرد باسم عباس وهذه الايجابية الوحيدة التي تحسب للمنتخب وان نشوة الفوز ربما جعلتنا نتغاضى عن السلبيات الكثيرة في الأداء الذي كان اعتيادياً ولم يمتلك منتخبنا في المباراة حلول كثيرة بعد اندفاع الصينيين وبقينا في حالة دفاع لوقت طويل ويفترض أن نتلمس تكتيات وفق حالات لعب مختلفة وعدم المراهنة على الرجوع وتدارك الهجمات لامتلاكنا لاعبين أكفاء وذوي خبرة . أما بالنسبة إلى مباراة الدوحة فانا اعتبرها مفتاح التأهل ولذلك تعد هي الأهم لمنتخبنا في التصفيات حيث أن الفوز سينقلنا نحو الدور النهائي ويجب أن نلعب كرة قدم متطورة ولذلك لا بد لزيكو أن يلعب بإستراتيجية هجومية وان لا يلعب بارتكازين مثلما حدث في المباراة الأولى بوجود قصي ومثنى وعليه أن يعتني بالجانب الهجومي من خلال إيجاد منافذ للزيادة العددية وزيادة فعالية اللاعبين في الأمام وهناك نقطة مهمة تتعلق بضرورة إشراك لاعبين جدد لغرض التمويه وعدم إعطاء فرصة للمدرب الصيني بتطبيق أفكاره حيث سيرمي بكل أوراقه ولا يخشى شيء وسيعمل على الاندفاع المبكر مما سيترك فراغات في العمق الدفاعي بالإمكان الاستفادة منها .