هي خطوات محدودة من أجل الخروج من الأزمة الأكبر في التاريخ. قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) اليوم الجمعة اللجوء إلى خبراء من خارجه والكشف عن وثائق فضيحة وكالة "آي إس إل" للتسويق الرياضي ، كإجراءات رئيسية للتصدي لاتهامات الفساد التي تعصف بالجهة المسئولة عن إدارة الساحرة المستديرة في العالم.

ودافع رئيس الاتحاد جوزيف بلاتر اليوم في زيوريخ عن الموقف قائلا "ربما يكون هناك أناس فاسدون في الفيفا ، لكن المؤسسة ليست كذلك"، وذلك بعد يومين من اجتماعات اللجنة التنفيذية ، تركت وراءها مقترحات أقل طموحا من المنتظر.

واستبعد السويسري بلاتر /75 عاما/ الاستقالة وأعلن عن خطة تمتد لعامين من أجل ضمان استمرار الاتحاد: "أتمنى أن نصل في الوقت المناسب من أجل استعادة الاسم الطيب ونعود لاكتساب المصداقية".

لكن القرار المنتظر لم يأت ، رغم التقارير المبدئية. وستتضمن لجنة الإدارة الرشيدة المنتظرة خبراء من خارج المؤسسة وسياسيين ورجال قانون ورعاة للفيفا ، سيميطون اللثام عن أخطاء الماضي ويعدون إجراءات من أجل المستقبل. وستبدأ اللجنة ، التي شكلها بلاتر بعد إعادة انتخابه في حزيران/يونيو الماضي من أجل حل المشكلات ، في عملها قبل نهاية العام الجاري.

كما سيتم تشكيل أربع مجموعات عمل مع إصلاح لجنة الأخلاق ، التي ستنقسم إلى قسمين أحدهما للاتهام والآخر للمحاكمة. ويهدف كل ذلك إلى الخروج بالفيفا من أسوأ أزمة له عبر تاريخه الذي يمتد عبر 107 أعوام. وتضاعفت اتهامات الفساد في الأشهر الأخيرة ضد قادة ، ولا تزال قائمة في الأفق شكوك الرشوة التي صاحبت إسناد تنظيم بطولتي كأس العالم عامي 2018 و2022 إلى روسيا وقطر على الترتيب.

وقال بلاتر اليوم مستبعدا الاستقالة "انتخبت ، واتعهد بإعادة النظام من جديد للفيفا. ليس لدي أدنى نية للاستقالة".

وأعلن رئيس الفيفا أيضا سيكشف عن وثائق فضيحة الرشاوى المتعلقة بشركة (آي إس إل) للتسويق الرياضي.

وقال بلاتر "قضية آي إس إل تسببت في توتر كبير. قررت اللجنة التنفيذية اليوم فتح تلك المحاضر بناء على طلبي الشخصي. إنه ملف ذو تبعات قانونية ، ولو كانت هناك ضرورة لاتخاذ إجراءات لن تقوم بذلك اللجنة التنفيذية ، وإنما هيئة خارجية".

ويعني ذلك خروج أسماء من يعتقد أنهم حصلوا على رشى من المؤسسة المذكورة ، التي أشهرت إفلاسها ، إلى النور.

وخلال العملية القضائية التي تعود إلى عام 2008 ضد آي إس إل ، تم الإعلام عن أموال دفعت إلى قيادات بالفيفا. ونفذت تلك المدفوعات بين عامي 1989 و2001 عبر قنوات مشبوهة. ويعتقد أن المقابل كان حصول المؤسسة على حقوق تسويقية. ولم تتضح تلك المسألة تماما من قبل.

وفتحت المحكمة الجنائية بمدينة زوج السويسرية تحقيقا في حزيران/يونيو عام 2008 بعد أن أعاد المستفيدون إلى الفيفا 5ر5 ملايين فرنكا سويسريا. وسمح ذلك الاتفاق بالإبقاء على هويات المذنبين طي الكتمان.

وقيل إن قائمة المتهمين قد تضم ريكاردو تيكسيرا رئيس الاتحاد البرازيلي والباراجوياني *ولاس ليوز رئيس اتحاد أمريكا الجنوبية (كونميبول) والكاميروني عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي (كاف). لكنهم جميعا أصروا مرارا على نفي الاتهامات.

وتحولت الشكوك الآن إلى سؤال عما إذا ما كانت ستظهر نتائج لتلك الإجراءات أم أنها ستكون رمزية فقط. وظل بلاتر يجيب لساعة اليوم عن أسئلة الصحفيين ، محاولا إقناعهم بأفكاره لحل الأزمة.

وقال بلاتر "دائما ما ستكون هناك منشطات أو عنف أو عنصرية أو فساد ، لكننا نعمل من أجل ذلك".

ومن المنتظر أن يتم الإعلان في كانون أول/ديسمبر عن أسماء خبراء اللجنة ، الذين سيتراوح عددهم بين 15 إلى 18 ، رغم أنه قد تم استبعاد أسماء مثل هنري كيسنجر أو بلاسيدو دومينجو ، بعد الحديث عن إمكانية ضمهما في حزيران/يونيو الماضي. ويرغب بلاتر الآن في ضم سياسيين حاليين ورجال قانون ورعاة ولاعبين وحكام وممثلين عن الأندية.

وأوضح بلاتر "هذه اللجنة تمثل هيئة إشرافية ، وستضطلع بتنفيذ الإصلاحات التي تطالب بها الجمعية العمومية ، ولاسيما الشفافية وعدم التسامح. وفي حالة الضرورة ، عليها اتخاذ إجراءات لمكافحة الفساد وإبداء رأيها كي تتمكن كرة القدم من استعادة مكانتها المستحقة".