تُوج المنتخب البحريني بأول لقب كروي في تاريخ المملكة بإحرازه ذهبية دورة ألعاب الخليج الاولى عقب الفوز على المنتخب السعودي 3-1 في المباراة التي أقيمت بينهما اليوم في نهائي مسابقة كرة القدم على استاد البحرين الوطني.

إنتهى الشوط الأول بتقدم المنتخب البحريني بهدف لفهد حردان في الدقيقة 38 ،وفي الشوط الثاني نجح السعودي بدر خميس في إحراز التعادل في الدقيقة 59 ،وسرعان ما إستعاد إسماعيل عبد اللطيف التقدم البحريني مجدداً في الدقيقة 62 من ركلة جزاء ،ثم عاد وأضاف الهدف الثالث في الدقيقة 70.

جاءت المباراة جيدة المستوى من الفريقين وتليق بالنهائي الخليجي،ونجح المنتخب البحريني في تقديم أداء إستحق عليه الفوز التاريخي ،في المقابل لم يكن المنتخب السعودي منافساً سهلاً حتى وهو يلعب منقوص لاعباً بعد طرد احمد عسير في الشوط الثاني.

بداية الشوط الأول جاءت حذرة للغاية من جانب لاعبي الفريقين كعادة المباريات النهائية في أي بطولة،ووضح منذ البداية وضع كلا الفريقين الواجبات الدفاعية في المقدمة.التركيز من الفريقين على النواحي الدفاعية حصر اللعب في منطقة وسط الملعب دون وصول أي فريق لمرمى المنافس.

لعب كل من الإنجليزي تايلور المدير الفني للبحرين ،والبرازيلي روجيرو المدير الفني للسعودية على مفاتيح لعب الفريق الأخر،وهو ما أكد الدراسة الجيدة لكلا المدربين للفريق الأخر.

الدقيقة 12 شهدت أول وأخطر الفرص في الشوط الأول ،عندما تهيأت الكرة أمام هتان باهبري على حدود منطقة الجزاء ليطلق صاروخ أرض جو إرتطم بالعارضة.

هذه الفرصة كانت بمثابة صحوة هجومية سعودية من خلال التركيز على الجانب الأيمن في الدفاع الأحمر في إستغلال واضح لمهارة وتحركات هتان باهبري في الجبهة اليسرى للهجوم الأخضر.

الهجوم البحريني تأخر كثيراً ولم يظهر إلا مع الدقيقة 21 من خلال هجمة منظمة إنتهت بركلتي زاوية لم يستغلهما الفريق بالشكل الأمثل.

الأفضلية النسبية خلال هذا الشوط كانت من نصيب الأخضر السعودي الذي قدم شكلاً هجومياً واضحاً من خلال بناء الهجمة بشكل جيد والوصول بسرعة للمرمى البحريني.

في المقابل إعتمد الأحمر البحريني على الهجمات المرتدة التي لم يتم إستغلالها بالشكل المناسب،في وقت كان يتحمل فيه دفاع الفريق العبء الأكبر.

مع إقتراب الشوط من نهايته إنتقلت السيطرة النسبية على مجريات اللقاء للمنتخب البحريني من خلال بعض الهجمات التي شكلت الخطورة على المرمى السعودي.

في الدقيقة 38 ومن إحدى هذه الهجمات تهيأت الكرة على حدود منطقة الجزاء السعودية لفهد حردان الذي أطلق صاروخ "أرض جو" إختار الشباك الخضراء مكاناً وسط إكتفاء فهد الثنيان الحارس السعودي بمشاهدة الكرة تدخل مرماه معلنة عن الهدف الأول.

إرتفعت وتيرة اللقاء بشكل ملحوظ من الفريقين ،ونشط المنتخب السعودي من جديد سعياً وراء إدراك التعادل وهو ما كاد ان يحققه هتان باهبري في الدقيقة 43 عندما تهيأت له الكرة في منطقة الجزاء إلا إنه سدد الكرة أعلى العارضة.

في الدقيقة الاخيرة إنطلق إسماعيل عبد اللطيف من الناحية اليسرى وإخترق الدفاعات السعودية ومرر كرة عرضية حولها الدفاع الأخضر قبل أن تصل لزميله.


دخل المنتخب السعودي الشوط الثاني مندفعاً للهجوم سعياً وراء العودة مجدداً للمباراة ،وقابل هذا الإندفاع الهجومي دفاع بحريني منظم أفسد معظم الهجمات الخضراء.في الوقت ذاته إعتمد الاحمر البحريني في هجومه على الهجوم المرتد مستغلاً المساحات الكبيرة الخالية في دفاع الأخضر.

في الدقيقة 53 أطلق البحريني سيد ضياء تسديدة رائعة وقوية من منتصف ملعب السعودية مرت بجوار القائم.

مع دخول المباراة الدقيقة 55 أجرى البرازيلي روجيرو المدير الفني للسعودية تغييرين دفعة واحدة بنزول حمد الجهيم وعبدالله الرويدي بدلاً من عبدالله عطيف وصالح القميزي.

في الدقيقة 59 ومن خطأ لا يغتفر للحارس البحريني عباس خميس الذي أخطأ في تقدير كرة عرضية ليمنحها هدية للسعودي بدر خميس الذي لم يجد صغوبة في إيداعها بالمرمى محرزاً هدف التعادل.

التقدم السعودي لم يدم طويلاً بعدما إحتسب حكم اللقاء القطري عبد الرحمن عبدو ركلة جزاء صحيحة إعترض عليها المدافع السعودي أحمد عسيري بشكل غير لائق مما دفع حكم اللقاء لطرده،وتصدى المتألق عبد اللطيف إسماعيل لركلة الجزاء ونجح في إحراز هدف التقدم لفريقه من جديد.

النقص العددي في صفوف الأخضر السعودي منح المنتخب البحريني المزيد من الأفضلية والسيطرة التي نجح النجم الكبير إسماعيل عبد اللطيف في ترجمتها إلى هدف ثالث في الدقيقة 70 بضربة رأس رائعة.

ألقى البرازيلي روجيرو بورقته الأخيرة بنزول مصعب العتيبي بدلاً من محمد العمري،وحاول المنتخب السعودي كثيراً لتعديل النتيجة عقب الهدف الثالث وكاد بدر خميس من تذليل الفارق بتسديدة في الدقيقة 76 ،لكن الحارس البحريني عوض خطأ الهدف الأول وحول الكرة لركنية ببراعة.

أجرى الإنجليزي تايلور المدير الفني للبحرين تغييره الأول في الدقيقة 80 بنزول عبد الوهاب المالود بدلاً من محمود عبد الرحمن "رينجو" ،ثم عاد وأجرى تغييره الثاني بعدها بدقائق بنزول حمد فيصل بدلاً من سيد ضياء.

بذل المنتخب السعودي مجهوداً مضاعفاً لتعديل النتيجة رغم النقص العددي ،ونجح في الوصول لمرمى البحرين في أكثر من مرة إلا أن مدافعي الأحمر وقفوا لهذه المحاولات بالمرصاد.

في الدقيقة 89 أنقذ المدافع السعودي عبد الملك الخيبري هدفاً مؤكداً للبحرين عندما أبعد الكرة قبل أن تصل لعبد الوهاب المالود المنفرد بالمرمى.

مرت اللحظات الاخيرة من اللقاء قمة في الإثارة وسط محاولات سعودية وإصرار أخضر على التعديل وقف أمامه تألق الحارس البحريني ،في وقت هدد فيه نجوم البحرين المرمى السعودي بالهجمات المرتدة التي لم يحسنوا إستغلالها..