23 أكتوبر 2011:
البحرين : حوار - أيمن المهدي

--------------------------------------------------------------------------------

سعيد عبدالغفار اثناء الحوار
على مدار 13 يوماً .. إستضافت مملكة البحرين دورة ألعاب الخليج والتي سطرت من خلالها السطور الأولى لهذه التظاهرة الرائعة،ووضعت حجر أساس قوي سيكون بمثابة ركيزة للدورات المقبلة والتي سيكون أولها بعد أربع سنوات في السعودية.

وبشهادة الجميع فقد نجحت البحرين في تقديم هذا المولود الخليجي إلى العالم بشكل مميز بعد أن قبلت التحدي الصعب بتنظيم النسخة الأولى على أرضها،والجميع يعلم صعوبة الخطوات الأولى في أي شئ.

ورغبة من موقع "كووورة" للوقوف على ردود الأفعال حول "البحرين 11 " هذا الحدث الكبير ،حرص على لقاء رئيس المكتب التنفيذي للدورة وأمين عام اللجنة الأولمبية الإماراتية سعيد عبد الغفار الذي أعطى نظرة تقييمية واضحة ومحايدة رصد فيها العديد من الجوانب المهمة من خلال الحوار التالي.



* في البداية نود أن تعطينا نظرة شاملة لأول دورة ألعاب خليجية كرئيس للمكتب التنفيذي؟

- في الحقيقة قبل كل شئ وبإسمي وبإسم إخوتي في المكتب التنفيذي نرفع أسمى آيات الشكر والتقدير والمباركة لمملكة البحرين ممثلة في جلالة الملك وولي العهد ورئيس مجلس الوزراء وسمو الشيخ ناصر رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة على هذا التنظيم المميز والاكثر من رائع للدورة وعلى الحفاوة وحسن الإستقبال التي قوبلت بها كل الوفود التي شاركت في المنافسات وكل من حضرها.

فأيام الدورة مرت علينا دون ان نشعر والكل كان مبتسماً ويشجع ..ميدالية يفوز بها أحد الرياضيين يصفق له باقي المشاركين والكل يبارك ..لقد كانت هذه الدورة بمثابة لقاء للأشقاء وهذا هو أهم أهداف الدورة ..هذه الدورة التي نجحت قبل أن تبدأ والتنظيم بشكل عام فوق الممتاز.



* فكرة الدورة تعود إلى الثمانينات..هل ترون ان تنفيذ هذه الفكرة خرج إلى النور بالشكل المناسب؟

- بالطبع وأنا هنا أشكر الأخوة الذين سبقونا وفكروا في إقامة هذا الحدث الكبير الذي بدأ التفكير فيه عام 1983 ورأت النور في 2011 بشكل مميز..والحقيقة البحرين أعطت إنطباع أكثر من رائع وإيجابي والكل في الخليج أصبح متشوقا ومتطلعا لخوض التجربة بمزيد من الأفكار الناجحة طالما أنها نجحت على هذا المنوال..وأنا متأكد أن الأخوان في السعودية سيقومون بتوفير كافة الإمكانيات لإنجاح الدورة التالية ،خاصة وأن السعودية سبق وان نظمت دورات أكبر بكثير ولديها القدرة على تقديم الإضافة.



* هناك بعض الأصوات التي طالبت بإقامة الدورة كل عامين بدلاً من كل 4 أعوام ..فما تعليقكم؟

- هذا أمر صعب تحقيقه ..فمنذ البداية تم الإستقرار على إقامة المنافسات كل 4 أعوام وفي الأعوام الفردية حتى لا تتضارب مع مواعيد الدورات الأولمبية..وكما قلت سيكون من الصعب إقامة المنافسات كل عامين وذلك بسبب كثرة الاستحقاقات وإزدحام جداول المشاركة في البطولات خاصة في دول الخليج.



* تحدثتا عن المستوى التنظيمي ..فماذا عن المستوى الرياضي في "البحرين 11" ؟

- أنت تعلم أنني قادم من خلفية كرة القدم على إعتبار إنني في الأساس نائب رئيس إتحاد الكرة الإماراتي ..وهذه الدورة أعطتني فرصة أكثر من رائعة للإطلاع على باقي الألعاب عن قرب وفي الحقيقة فقد تفاجئت بأمور كثيرة لم أكن أعلمها من قبل حيث شاهدت مستويات مميزة لنجومنا الخليجيين في باقي الألعاب..فشاهدت في السباحة التفوق الكويتي وفي ألعاب القوى التألق العماني والقطري في منافسات العدو، والكويتي في مسابقات الرمي والميدان،كذلك كان هناك التفوق البحريني في ألعاب الطائرة واليد إضافة إلى كرة القدم.



* إذن هل تعتقد أن هذه الدورة ستكون بمثابة محطة إعداد جيدة للرياضيين الخليجيين؟

- هذا أمر مؤكد وهو أحد أهم أهداف إقامة الدورة التي تعطي كل الدول الخليجية فرصة كبيرة لتطوير مستويات لاعبيها بالإحتكاك القوي وتبادل الخبرات وهذه خطوة أولى ستتبعها خطوات أكثر على طريق تطوير الرياضة الخليجية.



* ولكن هل هناك نية لزيادة عدد ألعاب الدورة في المستقبل؟

- سيكون هذا الموضوع في مقدمة موضوعات إجتماعنا المقبل والذي نأمل أن يكون على هامش دورة الألعاب العربية بالدوحة حيث سنستغل تواجد جميع أمناء سر اللجان الأولمبية الخليجية لعقده ،وسيتم خلال هذا الإجتماع عمل تقييم شامل للدورة .. وفي الحقيقة أنا متفائل بمستقبل هذه الدورة.



* وهل ستكون هناك فرصة أكبر لرياضة المرأة في الدورات المقبلة؟

- الدورة المقبلة ستقام في السعودية ..وحتى لا نسبق الأحداث لابد أن يتم إعطاء الدولة المنظمة لطرح برنامجها ..فكل دول لها خصوصيتها والسعودية سيكون لديها الكثير من الأفكار لإنجاح الدورة..ويجب ألا نغفل أن هناك إهتمام كبير ببرياضة المرأة وهناك الدورات الخاصة بهم على مستوى كل الالعاب.



* كأس الخليج لكرة القدم ..عادة ما يصاحبها عدد من الألعاب الجماعية ..فكيف ترون مستقبل هذه الألعاب خاصة وأنها تقام في دورة ألعاب الخليج؟

- طالما أن دورة ألعاب الخليج بدأت فمن رأيي أن تكون كأس الخليج لكرة القدم فقط مثلما فكر فيها قادتنا ومسئولونا من قبل..وفي الحقيقة فإن كل ما أتمناه بعد هذه الدورة أن يكون الجو العام لكأس الخليج لكرة القدم مثل ما كان عليه في "البحرين 11" الكل يبارك والكل يضحك دون وجود مشاحنات في لقاء أخوة وأشقاء وهذا هو الهدف الأسمى من الرياضة..لكن ما نراه في كأس الخليج غير ذلك من خلال مشاحنات داخل الملعب وخارجه وعلى صفحات الجرائد وأمام كاميرات التليفزيون.

ونأمل من كل نجومنا ليس في الخليج فقط ولكن في كل الدول العربية أن يضعوا الصورة الجميلة لهذه الدورة نصب أعينهم،وأن يكون أساس المنافسة قائم على النوايا الحسنة والمحبة والأخوة.



* خلال إجتماعات المكتب التنفيذي ..ما هي أهم الموضوعات التي ناقشتموها؟

- في معظم الأوقات كانت إجتماعاتنا روتينية للغاية فلم تكن هناك أية شكاوى أو تظلمات من أي وفد أو إداري أو لاعب وهذا في حد ذاته دليل آخر على النجاح الكبير للدورة،وأهم ما ناقشناه في المكتب التنفيذي كان موضوع إلغاء مباراة السعودية وقطر في منافسات كرة السلة لعدم إلتزام المنتخب السعودي بالزي المحدد من قبل.



* وكيف تناولتم هذه المشكلة؟

- هذا الموضوع حسمته اللوائح قبل أن يصل إلينا ،وقد رجعنا لهذه اللوائح وقمنا بإعتماد النتيجة..ولو تلاحظ فإن المنتخب السعودي كان يعلم صحة القرار وإلتزم به بروح رياضية وقام بمصافحة لاعبي المنتخب القطري وهنأهم.

البحرين خلال هذه الدورة قدمت العديد من المنشآت الرياضية العملاقة التي تم إقامتها خصيصاً لإستضافة المنافسات .. فما رأيكم ؟

حقيقة تكلمت مع الشيخ أحمد بن حمد آل خليفة أمين عام اللجنة الأولمبية البحرينية وهنأته وباركت له على هذه الصروح الرياضية الكبيرة في مدينتي عيسى وخليفة ..وهذه الصروح ستكون بمثابة محطات لتنظيم اكبر البطولات ليس ذلك فقط بل ستكون محطات لإعداد الرياضيين البحرينيين دون الحاجة للتدريب على منشآت الأندية وهو ما سيعود في النهاية على الرياضة البحرينية بالإيجاب في المستقبل القريب ..فالبحرين وضعت نفسها على المسار الصحيح وتعرفت أين تقع على الخارطة الخليجية ومن ثم العربية وكل هذه أمور تحسب للقيادة البحرينية الرشيدة التي خططت لنهضة رياضية شاملة سيتم حصد نتائجها قريباً.



* ننتقل للحديث عن المشاركة الإماراتية وتقييمكم لها ..فكيف ترونها؟

- نحن راضون عما حققناه في الدورة مقارنة بالإستعدادات للمشاركة..فعندما ننظر للعدد الإجمالي للميداليات التي حققناها سنجد أننا نأتي في المرتبة الثانية في الترتيب العام بعد الكويت لكن حسابات الذهب هي التي جعلتنا نتقهقر للمركز الرابع وهذا امر طبيعي ومعروف لكن وهو ما أعنيه هو إننا كنا قريبين للغاية من الصدارة ..صحيح كنا نطمح للأفضل خاصة في ألعاب القوى والسباحة ولكن الحمدلله الشباب لم يقصروا.



*وماذا عن الألعاب الجماعية؟

- أنا شخصياً تفاجئت بالمستوى غير المرضي للطائرة واليد بعد أن حصلنا على المركز الأخير وهو أمر لايليق بالفريقين ..لكن في نفس الوقت منتخب كرة القدم نجح في تقديم مستويات جيدة وتمكن من تحقيق البروزنزية رغم أنه أصغر الفرق المشاركة ..كذلك هناك فريق كرة الهدف الذي قدم مستويات جيدة يشكرون عليها.



* بخصوص منتخب اليد ..سمعنا أن الاتحاد أعلن عدم مشاركته في دورة الالعاب العربية ..فما صحة هذا الكلام؟

- حقيقة أنا سمعت هذا الكلام مثلي مثلك ولم يتقدم لنا أحد بشكل رسمي بخصوص هذا الموضوع ..ولكن إذا هذا الكلام صحيح فهي خطوة جيدة من عندهم وأنا انصحهم بألا يشاركو خاصة وأنهم حصلوا على المركز الأخير في الخليج فماذا سيفعلون في الدورة العربية؟... ونحن في اللجنة الاولمبية سنفتح ملف المشاركة وسيكون هناك تقييم شامل لكل من شارك في هذه الدورة لأن زمن المشاركة من أجل المشاركة قد ولى وإنتهى ويجب أن يكون لدى الجميع الطموح والرغبة في الفوز خاصة وأننا لم نقصر في توفير كافة سبل الدعم والإعداد الجيد للجميع.



* وبصفة عامة ..ماذا عن المشاركة الإماراتية في الدورة العربية بالدوحة؟

- مشاركتنا في ألعاب الدوحة ستكون كبيرة وعلى مستوى الحدث خاصة وأن الفرصة ستكون مفتوحة أمام رياضة المرأة ،وأنا أشكر كافة الاتحادات الإماراتية التي ساهمت في الإعداد المبكر للاعبين المشاركين في المنافسات وأتمنى أن نوفق في تحقيق نتائج جيدة فيها.



* هل من كلمة أخيرة؟

- حقيقة الكلمة الأخيرة ستكون لكم في موقع "كووورة" حيث إنني أود أن أشكركم على التغطية المتميزة لمنافسات الدورة ومتابعاتكم الحثيثة لكل اللعبات حيث كنت أرى محرري الموقع في كل مكان ..وهذه التغطية لم تكن سهلة بالمرة بأن تقوم بمتابعة كل هذه المنافسات وبهذا المستوى المتميز الذي تعودنا عليه دائماً من "كووورة".