يعتبر مؤيد سليم نجم من طينة الكبار.. تسلح بالأخلاق قبل المهارة.. وأمضى سنوات مزدهرة بالعطاء والنجومية مع المنتخب الأردني وفريقه الفيصلي وساهم في تسجيل العديد من الأهداف الحاسمة التي طالما أطربت جماهير كرة القدم الأردنية ولا تزال عالقة في الذاكرة.

مؤيد سليم الذي يخوض حاليا تجربة احترافية بلدوري الفلسطيني حيث وقع حديثا لهلال القدس قادما من فريق الأمعري، أكد أنه سيبقى ابن النادي الفيصلي مهما طال الغياب، وكشف لمراسل (كووورة) الذي التقاه خلال قيامه بزيارة قصيرة للأردن، العديد من الأمور التي تخص مسيرته الرياضية مثلما عبر عن رأيه بأدء منتخب النشامى بعد الانتصارات التي حققها بتصفيات كأس العالم الى جانب المزيد من التفاصيل المثيرة وذلك عبر الحوار الآتي:

مؤيد سليم.. أين أنت الآن؟

أواصل مشواري مع كرة القدم، حيث خضت تجربة احتراف اعتبرها ناجحة بمختلف المقاييس مع فريق الأمعري الذي توج بلقب الدوري الفلسطيني واحرزت معه ستة أهداف قبل انتقالي مؤخرا لفريق هلال القدس الذي يشرف عليه مدرب فريق الوحدات الأردني سابقا جمال محمود.

ويسعدني ان أعبر عن فرحتي بانتقالي لهلال القدس كونه يمتلك مدربا كفئاً بحجم جمال محمود والذي يتمتع بفكر فني احترافي وشخصية قيادية هادئة وحازمة .

وكيف تقييم مستوى البطولات الكروية بفلسطين؟

حقيقية عندما قررت خوض أول تجربة كروية بفلسطين، اعتقدت بأن الاهتمام بالقطاع الرياضي بالنظر للظروف التي يعيشها الأهل هناك سيكون أشبه بالمعدوم ، لكني بصراحة تفاجأت لحظة قدومي عندما شاهدت الملاعب العشبية المتطورة والاهتمام الجماهيري الكبير بكرة القدم ، فضلا عن وجود مواهب كروية مذهلة تحتاج فقط لفرصة حتى تنطلق نحو عالم النجومية ، وقبل كل ذلك شعرت بسعادة كبيرة كون الجماهير كانت متابعة لمسيرتي مع الفيصلي والمنتخب الأردني بل وأدركت مقدار الشعبية الجماهيرية التي يحظى بها فريق الفيصلي لدى الجماهير الفلسطينية.

هل لا تزال على اتصال مع ناديك الفيصلي؟

مهما دارت الأيام وتعاقبت الأعوام.. سأبقى ابن النادي الفيصلي الذي قضيت فيه أجمل حياتي الكروية، ففيه برزت وأصبحت نجما، ولا يمكن لي أن أنكر فضل هذا النادي الكبير والعريق على مؤيد سليم.

بمن تربطك علاقة من لاعبي الفيصلي حاليا؟

تربطني علاقة طيبة مع نجوم الفريق الذين عاصرتهم لفترة طويلة يتقدمهم حسونة الشيخ وحاتم عقل وهيثم الشبول.

وكيف تقيم أداء الفيصلي في هذه الأيام؟

أحرص دائما على متابعة كافة لقاءات الفيصلي عبر شاشة التلفاز، كما أن علاقتي مع جماهير الفيصلي لا تزال وستبقى (سمن على عسل) فأنا لن أنسى مساندتهم وتشجيعهم لي على امتداد مسيرتي الكروية ، وأعتقد جازما بأن الفيصلي يمتلك حاليا فرصة ثمينة للتتويج بلقب دوري المحترفين نظرا لكوكبة النجوم التي تعج بصفوفه كحسونة الشيخ وأحمد هايل وحاتم عقل ومهند المحارمة ناهيك عن الادارة الحكيمة التي تقود النادي ممثلة بالشيخ سلطان العدوان.

وما رأيك بالانتصارات التي يسطرها منتخب النشامى بتصفيات المونديال؟

منتخب النشامى يعيش بفترة ازدهار لم تحدث من قبل على امتداد مسيرة المنتخبات الأردنية، وأعتقد بأن الكفاءة الفنية التي يمتلكها المدير الفني العراقي عدنان حمد كان لها فعل السحر على أداء اللاعبين حيث عرف كيف يوظف امكاناتهم داخل الملعب وبالصورة التي تضمن تحقيق المطلوب.

ولعل الانتصارات المتتالية التي حققها بمشواره بتصفيات كأس العالم لهي دليل قاطع على أن كرة القدم الأردنية تشهد نهضة كبيرة بفضل الرعاية والرؤية الثاقبة التي يتحلى بها الأمير علي بن الحسين نائب رئيس الاتحاد الدولي ، فمنتخب النشامى لأول مرة في تاريخه يتصدر مجموعته منذ مشاركته بتصفيات كأس العالم وهو قاب قوسين أو أدني للاقتراب من بلوغ الدور الحاسم.

ووفقا لتلك المعطيات فإنني أجد أن منتخب النشامى قادر على تحقيق تطلعات جماهير كرة القدم الأردنية عبر بلوغ مونديال البرازيل في حال بقي اللاعبين متمسكون بالارادة والعزيمة والروح القتالية والانضباط التكتيكي العالي.

وبرأيك, لماذا خرج الوحدات من كأس الاتحاد الاسيوي؟

تابعت المباراة كون الوحدات يمثل الكرة الأردنية في البطولة الآسيوية حيث قدم اداء أفضل أمام ناساف في اوزبكستان من الأداء الذي قدمه في عمان، لكن سوء طالع رافق لاعبي الوحدات ليحول دون تمكنهم من تحقيق حلم جماهيرهم ببلوغ نهائي كأس الاتحاد الآسيوي.

الوحدات يبقى فريقا كبيرا وعريقا، ولا يزال بجعبته الكثير ليقدمه وسيكون منافسا عنيدا على لقب النسخة المقبلة في ظل حشد النجوم التي تكتنزها صفوفه وبمختلف مراكز اللعب.

وكيف تقيم تجربتك في ملاعب كرة القدم الأردنية؟

هي تجربة أكثر من رائعة، فلقد قضيت مع فريق الفيصلي نحو (16) عاما أحرزنا خلالها نحو (23) بطولة، ولا أنسى هنا فضل مدربي النادي الذين كان لهم الفضل الكبير على مسيرتي وهم الكابتن محمد عوض ومظهر السعيد ومحمد اليماني والعراقي ثائر جسام.

هي أيام ستبقى عالقة في مخيلتي، فلقد كانت أجمل لحظة في حياتي عندما أتمكن من تسجيل هدف أرسم فيه السعادة على ثغر جماهيرنا الغالية.

حدثنا عن مشوارك مع المنتخب بعهد الكابتن محمود الجوهري؟

الحمد لله فقد كان مشواري مميزا مع منتخب النشامى ولن أنسى يوم نجحت وزملائي اللاعبين بقيادة المدير الفني المصري محمود الجوهري في تتويج حلم طالما كان يراود جماهير كرة القدم الأردنية وهو الوصول لنهائيات كأس اسيا في الصين (2004) ولن أنسى أيضا كيف حظي المنتخب بمؤازرة من أرض الملعب من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين والأمير علي بن الحسين.

ولا بد هنا القول بأن الكابتن محمود الجوهري كان له فضل كبير خلال مشواري مع المنتخب حيث منحني الفرصة والنصحية لأبدع وأمتع، وبعهده كنت هدافا للمنتخب بحسب احصائيات رسمية، مثلما كنت سعيدا كوني كنت من أكثر لاعبي الأردن تسجيلا للأهداف بمرمى المنتخب الأيراني الغني عن التعريف، وفيه سجلت أجمل أهدافي بتصفيات كأس اسيا بطهران رغم خسارتنا (1-4).

وبعد هذه المسيرة الرائعة.. هل تفكر بالاعتزال؟

الاعتزال سنة الحياة، وأعلنها عبر موقع (كووورة) ولأول مرة بأن هذا الموسم سيكون آخر مواسمي مع كرة القدم ، وسأنسق قريبا مع الاتحاد الأردني لكرة القدم لوضع الترتيبات المناسبة لاقامة مباراة اعتزال تليق بما قدمته لكرة القدم الأردنية على مدار السنوات الطويلة الماضية.