مازالت معدلات الإثارة في زيادة مستمرة مع استعداد أثرياء ومشاهير الهند ضمن مئة ألف متفرج آخرين لمشاهدة سباق الجائزة الكبرى الهندي الأول لسيارات فورمولا -1 يوم الأحد المقبل.

ينتظر أن تساهم فعاليات السباق في مساعدة الدولة الجنوبية الآسيوية على تقديم نفسها كقوة عالمية صاعدة.

كانت الهند استضافت دورة ألعاب الكومنولث قبل عام مضى وتوقعت انذاك أن تساعدها هذه الألعاب على تأكيد مكانتها كإحدى القوى الاقتصادية في العالم ولكن الملاعب غير المكتملة والإدارة غير المطابقة للمواصفات وفضائح الفساد، كل هذا تسبب في تعرض البلاد إلى المزيد من الحرج.

وتؤكد "جايبي سبورتس إنترناشونال" ، الجهة القائمة على تنظيم السباق الهندي ، أنها ستقدم سباقا ناجحا ليمحو ما لحق بالهند من "خزي" بسبب ألعاب العام الماضي التي وصفتها بالفوضوية، وسيعيد للهند مكانتها على مستوى العالم.

يتضمن مهرجان فورمولا -1 الهندي أول عروض موسيقية في البلاد لمطربة البوب الأمريكية ليدي جاجا ولفريق موسيقى هيفي ميتال الشهير "ميتاليكا" مع تطلع الهنود للأيام القليلة النابضة بالحياة على حلبة بوذا الدولية التي تكلفت 400 مليون دولار.

تنطلق فعاليات سباق الجائزة الكبرى الهندي يوم الجمعة المقبل على مضمار بوذا الدولي الذي يبلغ طوله 5140 مترا بمنطقة جريتر نويدا على أطراف العاصمة نيودلهي ، والذي اقامه المهندس المعماري الألماني هيرمان تيلكه ويقال إنه المضمار الأسرع في العالم بعد مضمار مونزا الإيطالي.

وزادت مبيعات الشركات العقارية من الشقق التي تطل مباشرة على مضمار الحلبة. وفي مناطق أخرى عبر دلهي ، تمتليء الفنادق عن آخرها بالنزلاء فيما نصبت الحانات والمقاهي شاشات عرض عملاقة، في حين تتطاير بضائع وملابس فورمولا -1 من فوق الأرفف.

ومن المشاهير الذين قرروا حضور الحدث، نجم الكريكيت ساشين تيندولكار ونجم بوليوود الشهير شاه روخ خان إلى جانب أعداد من كبار رجال الصناعة ورجال الأعمال الهنود الذين سيصطفون جميعا لمشاهدة بطل العالم مرتين الألماني سيباستيان فيتيل وهو يتنافس مع أمثال الأسباني فيرناندو ألونسو والبريطاني لويس هاميلتون وبطل العالم سبع مرات الألماني مايكل شوماخر.

ورغم أن العديد من المواطنين الهنود العاديين لم يتمكنوا من شراء تذكرة السباق التي يتراوح سعرها بين 2500 و35000 روبية (من 50 إلى 700 دولار) فإنهم مع ذلك سعداء بهذا السباق الذي سيضع المنطقة في بؤرة الضوء العالمية وسيزيد من فرص العمل بالبلاد.

وإن كانت بعض جماعات المزارعين من حوالي عشر قرى مختلفة حول حلبة بوذا ، والذين استغلت أراضيهم في اقامة المضمار ، يعتزمون تنظيم مسيرات ووقفات احتجاجية للمطالبة بالمزيد من التعويضات.

ورغم ذلك، نفى المنظمون احتمال ان تشكل هذه الاحتجاجات تهديدا للسباق الذي يحظى باستعدادات وإجراءات أمنية مشددة.

وبشكل عام ، يتوقع الهنود أن يساعد سباق الجائزة الكبرى الهندي على دعم اقتصاد بلادهم، بالاضافة الى الترويج للسياحة.

ومع وصول نسبة المشاهدة التليفزيونية إلى 570 مليون متفرج عبر 180 دولة في العالم، إلى جانب عمل 200 شركة من كبرى الشركات العالمية في عالم فورمولا -1 ، تسعى الشركات الهندية بدورها للاستفادة من قوة البطولة من اجل الانتشار العالمي، حيث تقوم شركتا "أمول" و"هيرو موتوكورب" الهنديتان بالفعل برعاية فريقي ساوبر وإسبانيا ببطولة فورمولا -1 .

يرفع اللواء الهندي في بطولة فورمولا -1 الملياردير فيجاي ماليا الذي قدم فريق فورس إنديا للبطولة بعد شرائه فريق سبايكر عام 2007 .

تعتبر رياضة سباقات السيارات جديدة في دولة الهند عاشقة للكريكيت ، ولكن مع عدم تجاوز نصف سكانها البالغين 2ر1 مليار نسمة، الخامسة والعشرين، هناك احتمال كبير في سرعة انتشار هذه الرياضة.

فقد ذكرت تقارير اعلامية هندية أن عشرات الآلاف من مواطني البلاد قد بدأوا يتحولون بالفعل لمتابعة سباقات فورمولا -1 على شاشات التليفزيون ، حيث شاهد 24 مليون هندي أول 15 سباقا في الموسم الحالي لبطولة العالم.

من جانبه أعرب بيرني إكليستون صاحب الحقوق التجارية لبطولة فورمولا -1 عن أمله في أن يجذب السباق الهندي الملايين من عشاق الرياضة الجدد والمزيد من التأييد لها.

وقال إكليستون: "انه امر واضح ان سباقات فورمولا -1 جديدة في هذه البلاد، وربما لا نصل أبدا إلى درجة الشعبية التي يتمتع بها الكريكيت ولكننا نأمل في الاقتراب منها خلال عامين أو الاعوام الثلاثة المقبلة".

وأضاف: "اشعر بالدهشة والسعادة بما شاهدته حتى الآن، حيث انه في معظم الدول تقوم الحكومات وحدها بدعم مثل هذه المشروعات.. والوضع ليس كذلك هنا".