بغداد/ حسين سلمان

اجريت القرعة، وتركت وراءها جدلا منطقيا ما بين مؤيد للدوري العام ذهابا وايابا، ومعترض يتخوف من ازمة المال وضيق الوقت اللذين قد يؤديان الى عدم استمراره، اندية المؤسسات المترفة تقول ان الدوري العام تجربة ستحدث في الكرة العراقية طفرة كبيرة، والاندية الفقيرة تتحدث عن ان مقاومتها للوضع الجديد قد تتناقص وتؤدي الى قصور في الاستمرار بالمنافسة. وما بين الطرفين نجد ان الاحقية حاضرة على وفق مسوغات الجهتين. فالدوري العام ومنذ 2003 أصبح حلما للمنافسة العراقية، وان جمال التنافس يظهر في هذا النظام، وكل دول العالم تسير بهذا النهج. ومابين اندية فرض عليها الواقع ان تكون من التي تعتمد على ذاتها واخرى رزقها الله ان تكون من اندية المؤسسات، كان لنا هذا الاستطلاع .
الصبر

نائب رئيس الهيئة الادارية لنادي بغداد احد اندية المؤسسات المصنفة على الاندية الغنية غضنفر حسين قال “ان نادينا من المناشدين والداعمين لنظام الدوري العام مهما كلفت الصعاب، وعلى الاندية تحمل ذلك اذا ما ارادت منافسة حقيقية”. واضاف حسين “من صعوبات نظام الدوري العام هو عامل الوقت، حيث تحتاج الفرق وخاصة في محافظات الشمال والجنوب الى اكثر من خمسة ايام ما بين دور وآخر لترتيب وضعها، لذا نقول على الفرق ان تتحمل هذه الصعوبات اذا كانت تفكر بدور ناجح”. وبين ان “نظام المجموعات السابق هو بطولة وليس دوريا، وهذا النظام اكد فشله منذ ان بدأ، فهناك فرق لم تلتق في ما بينها منذ ست سنوات، فلم نشهد ان اربيل او دهوك قد التقى الميناء او فريقا جنوبيا آخر”.
واوضح ان “التقاء جميع الفرق ما بينها يتيح لمدربي المنتخبات الوطنية متابعة اللاعبين، وهنا يكون نظام النوعية وليس الكمية، وفي المجموعتين لم يكن للنوعية وجود”. وكشف قائلا” نعم هناك اندية ستعاني عجزا ماليا، لكن عليها ان تتحمل اذا كانت تريد الخير للمنافسة وللكرة العراقية”. وشدد “نعم انا قلق من عدم نجاح الدوري كونه تجربة اولى مابعد 2003، لكن اذا ما تضافرت الجهود فإن النجاح سيكون حليف المنافسة “.

صعوبة الاستمرار

امين سر نادي كربلاء محمد عباس الذي لم يرتبط ناديه بمؤسسة ويعتمد في صرفياته على التمويل الذاتي قال “اعتقد ان الدوري المقبل هو اصعب دوري على مر التاريخ في المنافسة العراقية ،حيث معاناة الاندية من امور عدة اهمها المالية”. واضاف عباس “المنافسة تبدأ في تشرين الثاني اي في الشهر المقبل، واذا ما تعرضت لتوقفات او تأجيلات فإنها تحتاج على وفق نظام الدوري العام لعشرين فريقا الى اكثر من عشرة اشهر وهي مدة طويلة تنهك الفرق وتستنزف طاقاتها”.
وبين ان “وضع الاندية من الناحية المالية ونظام اللعب ما بين دور واخر كل خمسة ايام هو عملية صعبة على الاندية خاصة التي لم ترتبط بمؤسسات، كما الفترة القصيرة ما بين دور واخر ستجهد اللاعبين، وتحمل المدربين اكثر من طاقتهم وبذلك فإن المنافسة سيغيب عنها الجانب الفني”. وضرب مثلا على فريقه قائلا “في المرحلة الاولى وفي احد الادوار يتوجب علينا الذهاب الى الشمال ومن ثم العودة الى بغداد في الدور التالي، ومن ثم الرجوع الى الشمال مباشرة في الدور الذي يليه”. واكد “قبل صدور قرار الدوري العام كنا نطالب بنظام المجموعتين، وتنشيط دوري الكأس، وهذا يخدم المنافسة وعلى الاتحاد ان يعدل عن قرار الدوري العام مادام في الوقت متسع، وفي الموسم المقبل يستطيع تطبيق نظام الدوري العام اذا ما قلص عدد الفرق الى اقل من عشرين فريقا”.
وشكك عباس بنجاح الدوري اذا ما سار على النظام الجديد قائلا “اتوقع ان كثيرا من الاندية ستنسحب من الدوري بسبب الضغوط المالية مع اني لا اتمنى ذلك”.

رأي متشدد

طرح غريب ومتشنج افاد به امين سر نادي النفط كاظم سلطان وناديه مصنف من الاندية الغنية ايضا حين قال ان “نظام الدوري للموسم المقبل اذا ما سار على النظام العام وبعدد 20 فريقا فانه نظام جيد يحقق الهدف من اقامته حاله حال كل المنافسات التي تجري في العالم”. واكد سلطان “على الاندية التي لا تمتلك المال ان لا تشترك، وانا استغرب لبعض الاندية حيث ميزانيات محافظاتها بهذه الضخامة وبالمليارات لا تستطيع تخصيص جزء منها لكرة القدم من اجل انجاح المنافسة وتقديم خدمة للرياضة ولشريحة الشباب الاهم في المجتمع”. وتوقع ان “دوري الموسم المقبل ستتخلله صعوبات كثيرة كوننا لم نطبقه من سنوات طويلة، فإن انسحاب بعض الفرق وعدم استطاعتها تكملة المشوار امر غير مستبعد”. واوضح ان “الفرق التي مرت بمرحلة اعداد جيدة وتمتلك المال فإنها الوحيدة التي تستطيع الاستمرار بالمنافسة، كونها شاقة وطويلة وتتطلب عملية تحمل كبيرة، وبالمقابل فهي منافسة يتوقع لها النجاح اذا ما سارت بنظام الدوري العام، وابتعدت عن التوقفات غير المبررة “.