الحب الرياضي بالكلمات قـــــدوري صــــوت العــــراق العالـــــــي
صفحة 1 من اصل 1
الحب الرياضي بالكلمات قـــــدوري صــــوت العــــراق العالـــــــي
لم يكن قدوري مشجعاً رياضياً مثل أي مشجع رياضي آخر، بل هو برأيي صوت العراق العالي ولسان العراقيين. فهذا الرجل المُترع بحب العراق، والمُكتنز بعشق الوطن الممتد من زاخو الى الفاو، لا ينطق بكلمتين إثنتين قط، إلاَّ وتجد بينهما كلمة (العراق). ولا يهتف بإهزوجة واحدة إلاَّ وتجدها معطرة بأريج العراق، ولا يرتدي قميصاً إلاَّ وتجد فيه علم العراق، أو خارطة الوطن الجميل. حتى تجده في مرات كثيرة يلفَّ جسده بعلم العراق المُطرَّز بكلمة الله اكبر، ليشكل مع زميله مهدي ثنائياً رياضياً عراقياً محبوباً ليس في ملاعب الرياضة فحسب، بل وفي كل مكان أيضا.
فالح حسون الدراجي
ولعل الشيء الواثق منه، أن قدوري لا ينتحل الحب للعراق، ولا يدعي الوطنية، بل هو وطني عراقي من الوريد الى الوريد، وإن عشقه للعراق عشقٌ صادق وحقيقي، ونابعٌ من أعماق روحه الطيبة، فمن يقدِّم ولده وفلذة كبده فداءً لعيون العراق الحر الجديد لا يمكن أن يكون مدعياً ومزيفاً لا سمح الله. لقد رأيت وسمعت عن (أبي هيثم) الكثير من الحكايات الطيبة، والمواقف الوطنية الرائعة. إذ أخبرني يوماً (الملك) الراحل عبد كاظم، عندما جاء ذكر قدوري في حديثنا قائلاً : قدوري (خوش ولد)، وهو عراقي شريف، فلا تستغرب يا فالح لو قلت لك بأن قدوري كان من أنصار الحركة الوطنية العراقية، ومحبي الفكر الوطني التقدمي. ولأن عبد كاظم أصدق من الصدق، ولا يمكن أن يعطي رأياً مجانياً حتى لو كان ثمنه حياته، فقد أيقنت من قوله وأعتبرته حُكماً لا يقبل النقاش. ولعل الشيء الجميل في هذا الأمر أن الأيام قد أثبتت مصداقية قول أبي فراس في ما قاله بحق قدوري. وقبل يومين، إتصل بي أخي وزميلي العزيز عدنان الجبوري ليوجعني ويحزنني بخبر تعرُّض العزيز قدوري الى وضع صحي خطيرأقعده فراش المرض اللعين. والمشكلة أن هذا العارض قد أصابه في فقرات ظهره، فسبب لساقه آلاماً مبرحة، منعته من المشي والحركة. وكما تحدَّث لي الراحل عبد كاظم من قبل، فقد تحدث لي الزميل عدنان الجبوري عن قدوري الكثير، ولاسيما إن عدنان وقدوري كانا يلعبان معا في فريق موقع بغداد، ويقضيان الكثير من الوقت معا، فضلاً على السنوات الطويلة التي جمعتهما في المقاهي والسفر واللقاءات المشتركة ما جعل زميلي الجبوري يكلمني بحزن وأسى شديدين وهو ينقل لي حالة قدوري الصحية.
قدوري ماركة عراقية مسجلة
لكل بلد من بلدان العالم معالم وطنية، وملامح إجتماعية، وتضاريس ثقافية، وهناك دلالات مميزة، وعلامات فارقة في خارطة كل شعب. ففي مصر مثلاً هناك الأهرامات، ونجيب محفوظ، وعبد الوهاب، وخان الخليلي، وشارع محمد علي. وفي لبنان فيروز، ووديع الصافي ونصري شمس الدين، والروشة، وشارع الحمرا، وشوشو. وفي بريطانيا شكسبير والبيتلز وبوبي مور، وساعة بغ بن، وفي فرنسا برج أيفل، والآن ديلون وفيكتورهيغو، وبلاتيني. وفي أمريكا جورج واشنطن، وتمثال الحرية، وناطحات السحاب في نيويورك، ومايكل جاكسون، ومحمد علي كلاي، ومايكل جوردن. وفي تركيا أتاتورك، وإبراهيم تاطلس وناظم حكمت. وفي العراق الجواهري الكبير، وناظم الغزالي، ونصب الحرية، وجدارية فائق حسن، والجنائن المعلقة، وشارع الرشيد، والسمك المسقوف، وكباب أربيل، وباچة الحاتي، وعمو بابا، وداخل حسن، وعدنان القيسي، وفلاح حسن، وعبد الأمير الحصيري، وقدوري وعلي الگيار، وعشرات العلامات الفارقة التي تطرز خارطة الوطن الحبيب. إنها أسماء معروفة لا تحتاج لشرح وتعريف. فقدوري معروف في كل مدن وقرى العراق، ومعروف أيضاً في كل شعوب البلدان العربية، وقطعاً فإن الرجل معروف في الشارعين العراقي والعربي أكثر من أي مسؤول في الحكومة العراقية، ومن أي نائب في البرلمان، ومن أي مليونير جلف.
علاج قدوري واجب وطني وأخلاقي
وإذا كان الرجل بهذه الوطنية، وهذا العشق العراقي النبيل، وبكل هذه الشهرة، والنجومية الشعبية الكبيرة، فضلاً على إستحقاقه كمواطن عراقي فقير الحال ينتمي الى بلد غني، يمشي فيه النفط (سايدين)، فإن أمر علاجه واجب وطني وأخلاقي، وإن أي تأخير في معالجته (على نفقة الدولة) داخل العراق او خارجه، هو خلل وتقصير، وإهمال وطني. فتعجلوا يا من تملكون القرار بعلاج قدوري، وأستعجلوا بإعادة عافيته المفقودة، وإطلاق صوته المخنوق بالألم واليأس والأحزان، فالرجل ليس مشجعاً رياضياً فحسب، إنما هو صوت العراق العالي ولسان حال العراقيين.
فالح حسون الدراجي
ولعل الشيء الواثق منه، أن قدوري لا ينتحل الحب للعراق، ولا يدعي الوطنية، بل هو وطني عراقي من الوريد الى الوريد، وإن عشقه للعراق عشقٌ صادق وحقيقي، ونابعٌ من أعماق روحه الطيبة، فمن يقدِّم ولده وفلذة كبده فداءً لعيون العراق الحر الجديد لا يمكن أن يكون مدعياً ومزيفاً لا سمح الله. لقد رأيت وسمعت عن (أبي هيثم) الكثير من الحكايات الطيبة، والمواقف الوطنية الرائعة. إذ أخبرني يوماً (الملك) الراحل عبد كاظم، عندما جاء ذكر قدوري في حديثنا قائلاً : قدوري (خوش ولد)، وهو عراقي شريف، فلا تستغرب يا فالح لو قلت لك بأن قدوري كان من أنصار الحركة الوطنية العراقية، ومحبي الفكر الوطني التقدمي. ولأن عبد كاظم أصدق من الصدق، ولا يمكن أن يعطي رأياً مجانياً حتى لو كان ثمنه حياته، فقد أيقنت من قوله وأعتبرته حُكماً لا يقبل النقاش. ولعل الشيء الجميل في هذا الأمر أن الأيام قد أثبتت مصداقية قول أبي فراس في ما قاله بحق قدوري. وقبل يومين، إتصل بي أخي وزميلي العزيز عدنان الجبوري ليوجعني ويحزنني بخبر تعرُّض العزيز قدوري الى وضع صحي خطيرأقعده فراش المرض اللعين. والمشكلة أن هذا العارض قد أصابه في فقرات ظهره، فسبب لساقه آلاماً مبرحة، منعته من المشي والحركة. وكما تحدَّث لي الراحل عبد كاظم من قبل، فقد تحدث لي الزميل عدنان الجبوري عن قدوري الكثير، ولاسيما إن عدنان وقدوري كانا يلعبان معا في فريق موقع بغداد، ويقضيان الكثير من الوقت معا، فضلاً على السنوات الطويلة التي جمعتهما في المقاهي والسفر واللقاءات المشتركة ما جعل زميلي الجبوري يكلمني بحزن وأسى شديدين وهو ينقل لي حالة قدوري الصحية.
قدوري ماركة عراقية مسجلة
لكل بلد من بلدان العالم معالم وطنية، وملامح إجتماعية، وتضاريس ثقافية، وهناك دلالات مميزة، وعلامات فارقة في خارطة كل شعب. ففي مصر مثلاً هناك الأهرامات، ونجيب محفوظ، وعبد الوهاب، وخان الخليلي، وشارع محمد علي. وفي لبنان فيروز، ووديع الصافي ونصري شمس الدين، والروشة، وشارع الحمرا، وشوشو. وفي بريطانيا شكسبير والبيتلز وبوبي مور، وساعة بغ بن، وفي فرنسا برج أيفل، والآن ديلون وفيكتورهيغو، وبلاتيني. وفي أمريكا جورج واشنطن، وتمثال الحرية، وناطحات السحاب في نيويورك، ومايكل جاكسون، ومحمد علي كلاي، ومايكل جوردن. وفي تركيا أتاتورك، وإبراهيم تاطلس وناظم حكمت. وفي العراق الجواهري الكبير، وناظم الغزالي، ونصب الحرية، وجدارية فائق حسن، والجنائن المعلقة، وشارع الرشيد، والسمك المسقوف، وكباب أربيل، وباچة الحاتي، وعمو بابا، وداخل حسن، وعدنان القيسي، وفلاح حسن، وعبد الأمير الحصيري، وقدوري وعلي الگيار، وعشرات العلامات الفارقة التي تطرز خارطة الوطن الحبيب. إنها أسماء معروفة لا تحتاج لشرح وتعريف. فقدوري معروف في كل مدن وقرى العراق، ومعروف أيضاً في كل شعوب البلدان العربية، وقطعاً فإن الرجل معروف في الشارعين العراقي والعربي أكثر من أي مسؤول في الحكومة العراقية، ومن أي نائب في البرلمان، ومن أي مليونير جلف.
علاج قدوري واجب وطني وأخلاقي
وإذا كان الرجل بهذه الوطنية، وهذا العشق العراقي النبيل، وبكل هذه الشهرة، والنجومية الشعبية الكبيرة، فضلاً على إستحقاقه كمواطن عراقي فقير الحال ينتمي الى بلد غني، يمشي فيه النفط (سايدين)، فإن أمر علاجه واجب وطني وأخلاقي، وإن أي تأخير في معالجته (على نفقة الدولة) داخل العراق او خارجه، هو خلل وتقصير، وإهمال وطني. فتعجلوا يا من تملكون القرار بعلاج قدوري، وأستعجلوا بإعادة عافيته المفقودة، وإطلاق صوته المخنوق بالألم واليأس والأحزان، فالرجل ليس مشجعاً رياضياً فحسب، إنما هو صوت العراق العالي ولسان حال العراقيين.
Abu Idris- v.i.p في الشبكة
مواضيع ذات صلة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى