قد يكون قرار نقل خليجي 21 من البصرة مفاجئا لكثيرين، غير انه لم يكن كذلك بالنسبة للعارفين بأن وراء الأكمة ما وراءها، وهو ما كشفه ولو متأخرا رئيس اتحاد الكرة ناجح حمود0
لقد كان العراقيون المتعطشون لأية حالة تسعدهم ينتظرون بلهفة كبيرة وشوق بالغ ان يصدر عن اجتماع رؤساء الاتحادات الخليجية نبأ تأكيد اقامة خليجي 21 في البصرة، بعد ان ظلوا على مدى اسابيع طويلة يبنون آمالهم على تصريحات متفائلة، وتأييدات داعمة من داخل الحدود وخارجها، بلغت حد إبداء مسؤول رياضي خليجي كبير استعداده للمجيء الى البصرة مشيا على الاقدام من اجل ضمان استضافتها البطولة، فضلا على ان العراقيين الطيبين حسبوا ان الذي يصرف كل هذه الاموال الطائلة على منشآت رياضية، في الوقت الذي ما زالت فيه حاجة ابنائه قائمة لبنى تحتية في مناحي الحياة الاخرى، لابد ان يكافأ لا ان يبصم له بالعشرة على استضافة البطولة فحسب، وانما في تسخير ما يمكن تسخيره من الامكانات والخبرات بقصد انجاحها.
واذا كانت القائمة الطويلة من الذين فوجئوا بالقرار قد ضمت مسؤولين في وزارة الشباب واللجنة الاولمبية ومحافظة البصرة واعلاميين، وبينهم من نعته بالظالم وغير المنصف، وبينهم من اعاد تصريحا او تلميحا ترديد مقولة (ان السياسة تدس انفها في كل شيء، فتنفع حينا وتمنع احيانا كثيرة)، فإن ما كشفه رئيس الاتحاد ناجح حمود في مؤتمره الصحفي يستحق التوقف عنده قبل اطلاق العنان لردود الافعال، ولعل ابرز ما ذكره ان القرار لم يكن سياسيا، وانما كان رياضيا خالصا، وان رؤساء الاتحادات الخليجية رأوا ان اقامة البطولة في البصرة بموعدها لن يحقق لها النجاح المطلوب الذي حققته الدورات السابقة، كما انهم لا يريدون ان يمروا بالظروف نفسها التي مروا بها قبل خليجي عدن، فكان قرارهم منح المدينة وقتا اطول لتكون اكثر استعدادا وافضل جاهزية، ولم يخف حمود انه في الوقت الذي يسير العمل بوتائر متصاعدة في بعض المنشآت ومنها المدينة الرياضية، وفي الوقت الذي لم يذكر هذه المرة الهاجس الامني، فإن الامور اللوجستية في البصرة غير كافية حاليا، كما ان هناك العديد من المشاريع ما زالت على الورق فقط، الامر الذي اثار ما اثار من دواعي القلق ومبررات التوجس.
اما الان وبعد ان اضطررنا لطي صفحة خليجي 21 فإن علينا ان ندعو المخلصين من العاملين في منشآتها لمواصلة العمل بجهد مضاعف، وان لا يسرب هذا القرار الاحباط الى نفوسهم، بل يشحذ هممهم من اجل انجاز الاعمال في توقيتاتها المحددة، وعليهم ان يدركوا ايضا ان ما يتركه انجاز هذه المنشآت الرياضية من اثار ايجابية على الرياضة العراقية يفوق بكثير ما تحققه استضافة بطولة كبطولة الخليج العربي التي سبق للعراق ان استضافها بنجاح قبل 32 سنة بالتمام والكمال، فضلا على ان المتفائلين في الوسط الرياضي يتطلعون لأن تكون مدينة البصرة الرياضية خطوة واثقة تمهد لما بعدها من خطوات في اطار انشاء مدن رياضية في عموم عراقنا العزيز، الذي يعاني فقرا مدقعا في بناه التحتية، ولما يمكن ان توفره هذه الخطوات المنتظرة من اسباب التفوق والابداع على طريق تحقيق انجازات لافتة تليق بسمعة الرياضة العراقية، وبصناع مجدها من الرياضيين الباذلين.