لم يجف بعد عطر نجومية جريس تادرس الهداف الذهبي لكرة القدم الأردنية في عقد التسعينيات وبداية الألفية الجديدة.. فهو الذي طالما أسعد الجماهير بلسعاته القوية وأهدافه الساحرة لذلك كان وما زال أفضل الهدافين الذين أنجبتهم الكرة الأردنية بلا أدنى منازع.
جريس تادرس الملقب (بدبور الكرة الأردنية) هو صاحب هدف الفوز التاريخي في مرمى سوريا الذي كفل لمنتخب الأردن الظفر بلقب الدورة العربية الثامنة في بيروت عام 1997، وهو أول لاعب أردني ظفر بجائزة هداف العرب عام 2001 برصيد (24) هدفا، مثلما كان يفوز بلقب هداف الدوري مع فريقه الفيصلي أربع مرات.
جريس تادرس خرج أخيرا عن صمته وتحدث ل (كووورة) عن مشواره مع كرة القدم الأردنية وعن مقدار الظلم الذي تجرعه وعن أسباب استقالته مؤخرا من تدريب فريق الفيصلي للشباب ،وذلك عبر الحوار الآتي:

- اولاً .. ماذا عن مباراة اعتزالك التي طال انتظارها .؟

** بصراحة (أنا مظلوم)، والجميع يعرف ما قدمته للكرة الأردنية سواء عبر مسيرتي الطويلة مع المنتخب الأردني أو فريقي الذي أعتز فيه الفيصلي، ومنذ عام (2005) وهو العام الذي أعلنت فيه اعتزالي كرة القدم الأردنية وأنا أطالب ناديي الفيصلي واتحاد كرة القدم باقامة مباراة اعتزال تليق بما قدمته للكرة الأردنية، لكنني وللأسف حتى اللحظة لم أنعم بمهرجان تكريمي لهذا فإنني أعيش بقمة الاحباط في هذه الفترة.

- وهل ألغيت الفكرة .؟

** كنت في كل مرة أتلقى الوعود بمهرجان يليق بما قدمته للكرة الأردنية.. ولكني دائما كنت أسمع أقول ولا أرى أفعال، لهذا فأنا أعيش اليوم في قمة الإحباط واليأس.
بصراحة أتمنى من اتحاد كرة القدم الأردني أن يتولى مهمة اقامة مباراة اعتزالي بنفسه، فأنا لا استطيع جلب الشركات الداعمة وتنظيم هذه المباراة، خاصة وأن نادي الفيصلي يبدو أنه غير مكترث اطلاقا بهذا الموضوع.

- وماذا عن استقالتك من تدريب فريق شباب الفيصلي؟

** وجودي مع النادي الفيصلي طيلة هذه المدة الطويلة كمدرب كان قائما من محبتي لناد ترعرعت فيه وبرزت من خلاله، ولكن مرت سنوات ولم اتقاض مستحقاتي المالية التي وصلت الى نحو (13) ألف دولار، ولأن صبري نفذ قررت تقديم استقالتي قبل يومين وغادرت النادي وأنا أكن كل المحبة للفيصلي وجماهيره الكبيرة التي دائما ما تغمرني بحبها ولطفها، ولكن أعتقد بأن الوقت حان لأبحث عن فرصة جديدة مع نادي آخر حيث تلقيت عدة عروض من أندية مختلفة وسأدرس ما يناسبني منها ولاسيما أنني حاصل على شهادات تدريبية مميزة ومن حقي أن أثبت جدارتي بعالم التدريب.

- كيف تجد اللاعب الأردني اليوم .؟

** أعتقد بأن مستوى اللاعب الأردني بدأ يشهد تطورا ملحوظا للغاية منذ أن شرع الاتحاد الأردني لتطبيق الاحتراف، كما أن التعزيز المعنوي والمادي الذي يجده اللاعب اليوم ساهم في رفع مؤشر عطائه.
أما فيما يخص الجيل السابق الذي أطلق عليه الجيل الذهبي بعدما أحرز لقبي الدورة العربية الثامنة بالعاصمة اللبنانية بيروت والدورة العربية التاسعة في الأردن، فقد كان يضم كوكبة من خيرة نجوم الكرة الأردنية الذين لن يتكرروا حقيقة ، والذين كانوا بانتمائهم يقدمون الكثير للكرة الأردنية دون النظر لمقابل مادي حيث أتذكر أن أكبر مكافأة حصلت عليها بلغت ألفي دينار فيما أختلفت الأمور اليوم وأصبح اللاعب يحصل على مكافآت أكبر نظير الفوز في المباراة.

- وكيف تجد مستوى الكرة الأردنية اليوم؟

** بالتأكيد لا أحد ينكر بأن كرة القدم الأردنية تمر بفترة ازدهار وتطور ملحوظ بفضل اهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين والأمير علي بن الحسين بكرة القدم الأردنية وتوفير كافة مقومات النجاح أمامها، ولهذا أعتقد بأن كرة القدم الأردنية في طريقها لقطع المزيد من خطوات التطور والانجازات.

- وما هي توقعاتك لمباراة اليوم بين الاردن وسنغافورة؟

** هي فرصة العمر التي لن تتكرر .. أطالب جميع اللاعبين باستيعاب أهمية هذه المواجهة واللعب بعيدا عن أي ضغوطات نفسية، أعتقد بأن الفوز سيكون حليف منتخب النشامى، لكن المواجهة لن تخلو من الصعوبة وعلى اللاعبين أن يقدموا كل ما لديهم من طاقة وأداء حتى ينتقلوا الى الدور الحاسم لأول مرة بتاريخ الكرة الأردنية، فهي الفرصة الثمينة التي ستجعل المنتخب الأردني على مقربة من ملامسة حلم الوصول الى مونديال البرازيل 2014.