الأسلوب الخططي الذي انتهجه زيكو في مباراة منتخبنا الوطني امام
نظيره الصيني ادى الى تعطيل قدرات اللاعبين علاء عبد الزهرة ومصطفى كريم وغياب
خطورتهما الفعلية على مرمى المنافس لاشراكهما على الاطراف وتطبيق الواجبات
الدفاعية والهجومية، وهذا المركز بحاجة الى مواصفات فنية وبدنية خاصة لا تتوفر لدى
عبد الزهرة وكريم ولا تمنحهما الفرصة للتعبير عن الطاقات التي يمتلكونها لو تم
اشراكهما في الهجوم، لذلك لابد من المدرب زيكو معالجة هذه الهفوة ووضع اللاعب
المناسب في المكان الذي يتلاءم مع ما يمتلكه من الامكانات الفنية والبدنية
والذهنية.

 نجح الحارس محمد كاصد في موقعة الدوحة في تأكيد جدارته الفنية من خلال قيادته
الرائعة لزملائه المدافعين من الخلف وابعاد الكرات الخطرة عن مرماه بمهارة عالية،
وكان مصدر الاطمئان لبقية اللاعبين بمنحهم حرية التحرك الى الامام والمشاركة في
الطلعات الهجومية لثقتهم العالية بامكاناته في التصدي للكرات الخطرة.
ما يميز
كاصد رد فعله السريع وقدرته على مسك الكرات باحكام والتعاون مع رباعي الدفاع لعمل
التنظيم المحكم في المناطق الخلفية وهو مطالب بالاستمرار في تقديم العروض الجيدة في
المباراتين المتبقيتين أمام الاردن وسنغافورة ليكمل حلقات النجاح لمنتخبنا في
مشواره في التصفيات المونديالية.

 أكد اللاعب كرار جاسم انه طاقة معطلة على
دكة البدلاء بسبب اصرار الملاك التدريبي على عدم اشراكه ضمن التشكيلة الاساسية
برغم الامكانات الفنية الهائلة التي يمتلكها جاسم بدليل ان اشراكه بدلا من علاء
عبد الزهرة في الشوط الثاني كان نقطة التحول في الجانب الهجومي حيث ضاعف الخطورة
على منطقة المنافس بصورة واضحة وخفف عن كاهل نجم المباراة يونس محمود الكثير من
الضغوطات الدفاعية.
ان اشراك جاسم ارهق مدافعي المنتخب الصيني واربك خططهم في
الجانبين الدفاعي والهجومي وفتح المجال امام المرعب يونس محمود لإحراز هدف الفوز
بتحركه الرائع من دون كرة عندما مرر نشأت اكرم الكرة اليه.

 كانت لوقفة
الجمهور العراقي من الجالية المتواجدة في ملعب حمد الكبير بالنادي العربي الدور
المؤثر في تحفيز اللاعبين لتقديم الاداء المطلوب وانتزاع فرصة التأهل شبه المتحقق
الى الدور الرابع بعد ان وقف الجمهور بجميع فئاته وراء مساندة اسود الرافدين طوال
الشوطين وعبروا بوطنية مميزة جداً على تذليل مسألة حرمان المنتخب الوطني من التباري
فوق ارضه وبين جمهوره في مدينة أربيل وجعلوا جميع اللاعبين يشعرون بانهم في قلب كل
عراقي اصيل يحلم بتواجد بلده في اكبر محفل عالمي بعد سني القحط التي مرت بها الكرة
العراقية، وكم كان رائعا توجه يونس محمود الى عدد من المشجعين عقب احرازه الهدف
مباشرة وما زاد من جمالية المشهد احتضانهم له بصورة عفوية إكراماً لحسمه النتيجة
واسعاده الشعب العراقي الذي كان ينتظر بشرى الفوز بفارغ الصبر.

 اضفى
الاستوديو التحليلي لقناة الرياضية العراقية انطباعاً تفاؤلياً لدى المشاهد العراقي
والعربي بصورة عامة بعد ان تمكن الزميل طه ابو رغيف من انارة الكثير من الجوانب
الفنية المعتمة عبر تساؤلاته الموضوعية لضيفيه مدرب منتخب الشباب حكيم شاكر ومدرب
فريق الصناعة قحطان جثير اللذين اسهبا كثيراً في تحليل اداء واسلوب المنتخب الوطني
وحذرا من الاخطاء التي لازمت اداء بعض اللاعبين في المباريات السابقة وخاصة عدم
اتاحة الحرية للأشباه من لعب دور مهم في صناعة فرص التسجيل وهو ما تكرر فعلا، فضلا
عن صواب رأيهما في مطالبة زيكو باللعب الضاغط من الدقائق الاولى لتجريد الخصم من
الحماسة المتوقعة لتعويض اخفاقته في بكين.
الاشارة السلبية التي سجلناها في
الاستوديو التحليلي هي عدم تنبيه المدرب شاكر الى تواصله في مضغ العلكة طوال مدة
الحلقة، بل واثناء حديثه احياناً! الأمر الذي لا ينسجم مع حضوره في برنامج فضائي
يشاهده الملايين ولا حتى مع مكانته المهنية وحرصه على ترسيخ المسائل التربوية لدى
جيل الشباب!