يونيو 2012:
بقلم : عزالدين الكلاوي

---

■■ المارد البرتغالي حطم البقية الباقية من الطواحين الهولندية ، وتعملق وصعد إلى دور الثمانية على رفات الحلم البرتقالي !
بدأ الهولنديون مباراتهم الفاصلة مع البرتغال ، بشكل رائع ، وظهروا بشخصية
الفريق الكبير، ولما سجلوا هدفهم الأول عن طريق فاندر فارت في الدقيقة
الحادية عشرة ، كان ذلك إيذاناً بخروج المارد البرتغالي من القمقم الذي
انطلق ، و"غسل" نجوم الكرة الشاملة وكان رحيماً في الاكتفاء بهدفين مع
الرأفة.

■■ تألق كريستيانو رونالدو ولعب مباراة العمر بالنسبة له أو على الاقل هي
مباراة للذكرى .. ولن أذهب بعيداً إذا قلت أنه سيكون المرشح الأول للفوز
بلقب أحسن لاعب في العالم ويخطف اللقب من ميسي إذا أكمل المشوار حتى
المباراة النهائية .
كان النجم الملكي بحق هو نجم المباراة ، وأحد أفضل نجوم البطولة حتى الان ،
حطم دفاعات الطواحين ، وقطع أنفاسهم بسرعته الفائقة ، وسجل هدفين رائعين ،
وتصدى القائم لهدفين محققين له ، وتفاهم مع زملائه دفاعاً وهجوماً ، وكان
قائداً حقيقياً ، وتخلى عن التوتر والعصبية بسبب او بدون سبب، وظهر عليه
الوصول إلى مرحلة النضج ، وهذا يؤكد أن فريقه سيكون له شأن آخر وفرصة أكبر
في دخول منافسة حقيقية على اللقب خاصة أن مباراتهم أمام التشيك في دور
الثمانية لن تكون بصعوبة مبارياته في الدور الأول .

■■ عجيب أمر كرة القدم وغدرها ، فكيف تصدق أن الطواحين الهولندية وعمالقة
الكرة الشاملة الذين صارعوا على لقب كأس العالم منذ أقل من عامين في
مونديال كأس العالم بجنوب أفريقيا ، خرجوا بهذه الطريقة الدرامية من الباب
الخلفي ليورو 2012 ، بعد أن لقوا ثلاثة هزائم وشبعوا دروسا كروية من
منافسيهم، وقدموا أداء مخيباً للآمال ومستوى محبطاً وخرجوا بصفر كبير
إحتضنه النجوم الخياليين شنايدر وفان بيرسي وأرين روبين وأفيلاي المنفلت !

■■ هذه النهاية الحزينة والمأساوية ، والتي تشبه خروج ايطاليا وفرنسا
المخزي من الدور الاول من مونديال جنوب أفريقيا ، ليست فقط مسؤولية
اللاعبين والنجوم متواضعي المستوى، وضعيفي الإرادة الذين غابت عنهم الروح
القتالية ، بل يسبقهم في تحمل المسؤولية المدرب فان مارفيك، وأستغرب كيف
قاد فريقه إلى نهائي المونديال ، رغم أنه بدا في يورو 2012 كمدرب أقل من
المنصب ، وصاحب قدرات فنية وتكتيكية ضعيفة في صياغة طريقة اللعب الأنسب
لفريقه ،وكيفية مواجهة منافسيه ، ويعاني من محو الأمية في قراءة المباريات
!!

■■ قلت عن مارفيك منذ بداية البطولة ، أنه مارق في خروجه عن فولكلور
وتراث وتقاليد الكرة الهولندية الشاملة ، في طريقة 4/3/3 التي تعتمد على
الجناحين التقليديين والكرات العرضية وتوازن خطي الوسط والهجوم ، وتنويع
طرق اللعب ومساندة الوسط للدفاع ، ودعم المدافعين والوسط لخط الهجوم ، لن
يغفر الجمهور الهولندي لمنتخبهم خسائره ومستواه الهزيل ، ولكنهم لن
يتسامحوا مع مارفيك - الذي سيفقد مكانه بالتأكيد - في خروجه عن الفولكلور
البرتقالي!